منتدى علوم التربية
مرحبا بالزائر الكريم تشرفنا عضويتك هذا المنتدى منك واليك , تفضل بالتسجيل وشاركنا ....

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى علوم التربية
مرحبا بالزائر الكريم تشرفنا عضويتك هذا المنتدى منك واليك , تفضل بالتسجيل وشاركنا ....
منتدى علوم التربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نقد بيداغوجيا الأهداف

اذهب الى الأسفل

نقد بيداغوجيا الأهداف Empty نقد بيداغوجيا الأهداف

مُساهمة من طرف allal khouch الجمعة يناير 27, 2012 12:22 am

نقد بيداغوجيا الأهداف
- إعداد:الدكتورعلال خوش
- بتاريخ:28دجنبر2011
1)- سياق بيداغوجيا الأهداف: من المعلوم أنه ,في بداية القرن العشرين,عرفت الولايات المتحدة الأمريكية نهضة صناعية
واكبتها حركة علمية,كانت تستهدف عقلنة العمل والإنتاج وتطويرمردودية المقاولات,والزيادة من فاعلية العمال وكفاءاتهم..
وتبعا لهذا,حددت هذه الحركة برنامج عملها في البحث عن أفضل عامل, وأفضل إنتاج,وتحقيق أفضل النتائج الممكنة على
مستوى الاستثمار...
في ظل هذه التحولات ولمواكبتها , ظهرنموذج التدريس بالأهداف التربوية بزعامة فريدريك تايلر F.Tyler ,حيث تسربت إلى
قطاع التعليم مبادئ وقيم الحركة العلمية الصناعية, فأصبح ينظر إليه كمؤسسة للاستثمار والإنتاج, مما نتج عنه التساؤل عن
كيفية تكوين أفضل مدرس,وتحقيق أحسن تدريس ممكن,ثم الوصول إلى أفضل الأهداف الممكنة,ومن تم أصبحت الضرورة
ملحة لاعتماد استراتيجيات تعليمية جديدة مستمدة من طموحات وتطلعات المجتمع ,ومن التطورالعلمي والصناعي الذي ينشد هذا
المجتمع تحقيقه كأهداف..وبالتالي,توجه الاهتمام إلى صياغة نماذج تعليمية ملائمة وإحداث تغييرات عميقة على مستوى
الوسائل , وطرق لتدريس ومحتوياته , وطبيعة العلاقات بين مكونات الفعل التربوي,حيث أصبحت المعرفة تكتسب
بالتشارك, وأصبحت الطرائق ترتكزعلى نتائج الدراسات والعلوم التربوية الحديثة,وعلى الخبرات والتجارب الشخصية للمدرس
والتلميذ على حد سواء..كما تقوم على التنشيط والتحفيز والمشاركة العقلية والوجدانية,في إطار علاقة تربوية بينهما, أساسها
سيادة الحوار البناء ووضوح الأهداف المأمولة..
وهكذا, أعطيت الأولوية لتحديد أهداف تربوية واضحة المعالم , والعمل على أجراتها باعتماد معايير قابلة للملاحظة , ترتكزعلى
عقلنة الفعل التربوي -التعليمي بعيدا عن العشوائية والتعميم والضبابية التي عادة ما كانت تميز الصياغات السابقة للأهداف..
ومن هنا , يتجلى تأثيرالمدرسة السلوكية في النموذج التعليمي,حيث تم التأكيد على صياغة أهداف من خصائصها الأساسية:-
أن تكون عبارة عن سلوك نهائي يتحقق لدى التلميذ,وليس نشاطا للمدرس..وهوسلوك قابل للملاحظة والقياس بحيث يصف لنا
النتيجة أوالتغيرات الطارئة على أداء التلميذ بعد نهاية حصة معينة اومجموعة من الحصص.
2)- تأثيرعلم النفس السلوكي في صياغة الأهداف: إن الأكيد الذي لايختلف حوله اثنان هو, أن نموذج التدريس بالأهداف قد
ارتكز, في بداياته الأولى, على أساس سيكلوجي هو مبادئ النظرية السلوكية , حيث يعتبر الأمريكي رالف تايلرR.Tyler ,
الرائد الأول لهذا النموذج , أن اختيار الأهداف والعمل على تحقيقها وتقويم نتائجها لابد أن يرتكزعلى استلهام أداتين:
- الفلسفة السائدة في المجتمع ,والتي تعكس رؤيته للعالم وللانسان وثقافته وقيمه من جهة..
- والسيكولوجيا كأداة ثانية,خاصة منها نظريات التعلم القائمة على أسس علم النفس السلوكي , من جهة ثانية.
كما أكد على أن أفضل صياغة للأهداف في نظره, هي الصياغة السلوكية, أي التعبيرعما نرجو تحقيقه بعبارات إجرائية
واضحة تصف السلوك النهائي الذي سيكتسبه التلميذ(ة).
وأبرزقطب يمثل بحق هذه النزعة السلوكية في تحديد الأهداف هو الباحث الأمريكي Mager : فالهدف ,في نظره, لابد أن
يصف بكيفية إجرائية ما يمكن للتلميذ أن يكون قادرا على إنجازه بعد الانتهاء من كل حصة أوفترة دراسية معينة..
وتقتضي الصياغة السلوكية لكل هدف تربوي أن تتوفرفيه ثلاثة عناصر أساسية هي:- تحديد السلوك النهائي – تعيين شروط
أوظروف إنجازهذا السلوك – ثم معايير إتقانه...ومعنى هذا, أن نعبر في صياغتنا للهدف عن الإنجازالمنتظر وقوعه,وعن
الشروط التي سيتحقق فيها , ثم عن درجة إتقان هذا الإنجاز من طرف التلميذ(ة) بعد نهاية الحصة..
وبالتالي , يتضح أن التوجه السلوكي "لماجر", أثناء تحديده للأهداف, كان توجها نحو التقنية .. أي تمكين المدرسين من أداة
فعالة للتعلم بسرعة وبأقل تكلفة ممكنة , في إطارمن الوضوح والشفافية والدقة كما تفعل الالة في مجال الإنتاج الصناعي ...
وهي نظرة تجزيئية للفعل التعليمي تطغى عليها الالية..مما يترتب عليه أن منظورالتدريس بالأهداف عند "ماجر" هوعبارة
عن متوالية ميكانيكية من الخطوات والإجراءات التي يقوم بها المدرس وفق برمجة دقيقة ومرسومة سلفا, يمكن التكهن
بنتائجها وقياسها بدقة عالية...
إن هذه النظرة التجزيئية ستنعكس أيضا على مستوى تصنيف الأهداف التربوية عند "بنيامين بلوم" Bloom ,باعتباره أحد
أقطاب النزعة السلوكية, الذي انطلق مع جماعة من الباحثين,من التقسيم الكلاسيكي الثلاثي لجوانب الشخصية(الجانب :
المعرفي,الوجداني, والحسي- الحركي),مصنفا كل جانب على حدة إلى عدد من المراقي أوالأهداف تتفرع بدورها إلى
أهداف خاصة تنحل في نهاية الأمرإلى قدرات عقلية من قبيل (التحليل,التركيب,التقويم , الفهم , الميول والاتجاهات . إلخ..)
3) - أهم مزايا بيداغوجيا الأهداف: تتلخص أهم مزايا تحديد الأهداف حسب هذا النموذج, في كونها ( الأهداف ) عبارة عن
بوصلة موجهة للعملية التعليمية- التعلمية برمتها , وذلك من خلال النظرة الشمولية القائمة على التكامل بين جميع مكونات هذه العملية
(طرق ومناهج, وسائل,تقويم...), حيث تصبح هذ ه الأهداف مؤشرا دالا , بالنسبة للمدرسين وواضعي البرامج والمناهج,
ومسؤولي المراقبة والتقويم..على مدى تحقق النتائج المأمولة من التعليم. كما يتميزنموذج التدريس بالأهداف بكونه يكرس
الوضوح والشفافية والدقة في التفكير والتعبير والإنجاز,مما يسهل التواصل بين مختلف أطراف العملية التعليمية- التعلمية ويؤدي إلى
اقتصاد الوقت والجهد..ومن مميزاته كذلك , أن الأهداف تشكل منطلقات ضرورية لتقويم إنجازات التلاميذ أوالنشاط التعليمي
برمته.. بالإضافة إلى كون هذه الأهداف تساعد المدرسين على التحقق من مدى التحصيل الدراسي للتلميذ , وقياس مختلف
التغيرات التي تطرأ على سلوكه جراء هذا التحصيل..
4)- الانتقادات الموجهة لبيداغوجيا الأهداف: لقد أدى تركيزالباحثين ذوي النزعة السلوكية ( Bloom -Mager-R.Tylerوغيرهم من أتباع التدريس بالأهداف) , على التقنيات والأساليب والتجزيئ , إلى عدم الاهتمام بالأ سس المعرفية العامة والأهداف البعيدة المشتركة بين الجميع..مما دفعهم إلى الانحراف والانزلاق نحو النزعة الإجرائية, التي كانت لها اثارسيئة , ليس فقط على تصورات ومواقف المدرسين , بل على نموذج التدريس بالأهداف القائم على مبادئ السلوكية في حد ذاته...
وهكذا, فقد وجهت لهؤلاء الباحثين عدة انتقادات في هذا الصدد, نذكرمنها: نقد صنافة "بلوم"حول إغفالها لطبيعة التداخل
والترابط والدينامية القائمة بين الجوانب المعرفية, الوجدانية,والحسية- الحركية, حيث لا يمكن للمدرس أن يستهدف تطوير
وتقويم جانب من شخصية المتعلم بمعزل عن باقي الجوانب الأخرى...كما أن هذه الصنافة قد اعتمدت على عمليات عقلية
عليا كالفهم والتركيب, ولم تعتمد على أفعال وظواهر سلوكية قابلة للملاحظة, ومن الممكن قياسها وتقويم نتائجها..
وبصفة عامة, نجمل أهم الانتقادات الموجهة لنموذج التدريس والأهداف ذي النزعة السلوكية في ما يلي:
1 )- كون الصياغة السلوكية تحدد أهدافا جزئية وقصيرة المدى, في وضعيات تعليمية معينة تستهدف اكساب التلاميذ
قدرات أومهارات محددة. 2)- لاتعمل النظرة التجزيئية إلاعلى توليد عدد كبير من الأهداف الخاصة ..مما يفقد السلوك وحدته.
3)- أن التوجه السلوكي يعطي الأسبقية للمكتسبات العقلية الأولية والحركات البسيطة على حساب المكتسبات الوجدانية
والاجتماعية المعقدة..
4)- أن التركيز على ضبط الأهداف الإجرائية وحدها , أي السلوك النهائي الظاهر الذي ينبغي إنجازه من طرف التلميذ,
لا يبين بوضوح مجموع التغييرات الداخلية التي يحدثها النشاط التعليمي في عقلية ونفسية التلميذ.. بمعنى أنه لا يخبرنا عن مكتسبات هذا التلميذ في بعدها الداخلي كعمليات ذهنية وقدرات ومهارات..
5)- تقوقع النموذج في الأهداف السلوكية وانغماسه في البراغماتية والتقنية والأجرأة , كان على حساب إغفال الأهداف
التربوية العامة , التي هي مرامي وغايات المجتمع ككل.. إذ لا يمكن التنكر لها أواختزالها دائما في عبارات سلوكية قابلة للقياس أوإنجازات قابلة للملاحظة.
6)- يعرقل الاكتفاء بالصياغات الإجرائية للأهداف , في غالب الأحيان , حرية اختيار المدرس للطرق المناسبة..كما يضيق
مجاله الإبداعي , ويجعله مكتفيا بترجمة أهدافه إلى مواقف سلوكية.
7)- يفوت التحديد المسبق للأهداف على المدرسين والتلاميذ فرصة الاستفادة من المستجدات والطوارئ داخل القسم , خاصة عندما يوجدون في وضعيات تعليمية تتطلب منهم تدخلات تؤدي إلى نتائج مخالفة لهذه الأهداف المرسومة.

5) - إستنتاج : تجدرالإ شارة في الأخيرإلى أن مجموع هذه الانتقادات الموجهة لنموذج التدريس بالأهداف ذي النزعة
السلوكية , لايعني رفض هذا النموذج جملة وتفصيلا, بل هي انتقادات لتوجهاته التي تستهدف تنميط البشر وترويضهم
وبرمجتهم, بدل تعزيز الاختلاف وتنمية القدرات الخاصة والمتميزة لدى الأفراد..وبدل ترك مجال الحرية في الاختيار
والتعلم الذاتي واسعا أمام هؤلاء الأفراد, مما طرح لدى كثير من الباحثين ضرورة إيجاد منظورات جديدة يمكنها أن
تحقق في ميدان التعليم,مزيدا من العقلنة والفعالية والجودة, لكن مع الأخذ بعين الاعتباركفايات المتعلم واستعداده
لتوظيف قدراته ومعارفه ومهاراته المختلفة في حل ما يعترضه من مشاكل تعليمية كانت أوحياتية...وهذا التوجه هو ما
سيتبناه نموذج التدريس بالكفايات...

. هذا المقال استثمارلقراءة مراجع متعددة في الموضوع
allal khouch
allal khouch
Admin

عدد المساهمات : 23
نقاط : 82
تاريخ التسجيل : 17/01/2012
الموقع : بلد أسود الأطلس

https://ouloumttarbia.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى