العلاقة بين علوم التربية

العلاقة بين علوم التربية


- اعداد: الدكتورعلال خوش
- في تاريخ: نونبر 2010

- لقد احتاجت التربية الى التكامل مع الفلسفة لتحديد قيم وغايات العملية التربوية , مما أفرزما يعرف اليوم ب:"فلسفة التربية ",
وتعني:"ذلك النشاط الفكري المنظم الذي يتخذ الفلسفة العامة وسيلة لتنظيم العملية التربوية وتنسيقها , والعمل على انسجامها, ثم
توضيح القيم والاهداف التي تسعى الى تحقيقها..."(1 ), وفي هذا الاطار, فهي تؤدي وظائف مختلفة تتمثل في توضيح المفاهيم
والمشكلات التربوية , ومساعدتنا على اتخاذ قرارت تحقيق أهداف وغايات التربية بدقة وفعالية؛كما تؤدي وظيفة اجتماعية ببحثها
في مشكلات المجتمع وقيمه وفلسفته من وجهة نظر تربوية..وبالتالي , فالعلاقة بينهما تقوم على التفاعل والتكامل .
- وبما أن التربية تتم في أوساط اجتماعية مختلفة كالاسرة ,المؤسسة التعليمية, ومراكزالتكوين والتأ هيل , فقد استفادت من نتائج
دراسة علم الاجتماع للانشطة والتنظيمات الاجتماعية , ودينامية الجماعة داخل المؤسسات التي تتكون من أفراد متفاعلين , مما
أفرز ما يعرف اليوم ب: "سوسيولوجيا التربية".
- واستثمرت التربية كذلك , نتائج ومناهج علم النفس من أجل تحديد خصائص وسمات هؤلاء الافراد , وتفسير سلوكهم
الشعوري واللاشعوري , ومراحل نمو شخصياتهم , قصد تمكين المؤسسات الاجتماعية والتعليمية من الاختيارالسليم للطرق
والمناهج والبرامج المناسبة..ضمن ما يعرف ب:"علم النفس التربوي"
- هذا, وقد أفاد الالمام بنتائج الاحداث التاريخية الماضية وتطورها في معرفة أ صول المشكلات التربوية الموروثة من
الاسلاف واقتراح حلول لما يماثلها في الوقت الحاضرمن مشكلات , ثم التنبؤ بمستقبل يخلو من مثيلاتها, على أساس اعتماد
الطرق والاساليب الوقائية ..وهو ما يعرف اليوم ب: "تاريخ التربية"
- وبما أن الافراد على ارتباط بالدولة من حيث الانتماء والحقوق والواجبات , فان النظام السياسي للمجتمع ديموقراطيا كان , أو
اشتراكيا , أورأسماليا , أو غيره, يجعل التربية متأثرة بأفكاره وقيمه..مما يترتب عنه نشرها داخله , وترسيخها في عقول أفراده,
على اعتبارأن طبيعة النظام السياسي هي المو جه الأساس لهم..وهنا تكمن العلاقة التلازمية بين "التربية وعلم السياسة"..
- أما "علاقة التربية بعلم الاقتصاد", فتكمن في اعتبارأفراد المجتمع هم رأسماله , اذ عن طريق تنمية قدراتهم ومهاراتهم المختلفة
تتا ح لهم بعد ذلك , امكانات العمل والانتاج , كل حسب مؤهلاته.. ويؤدي المجتمع وظيفة أساسية في تحقيق ذلك ؛اذ كلما زاد
انفاقه على تعليم أبنائه وفق استراتيجية تنموية محكمة , وكلما ارتفعت النسبة المائوية المخصصة من أموال الدولة للبحث العلمي
والتربوي زادت مردودية التعليم وجودته...
- وتحتاج التربية أيضا الى الاستفادة من" الانتروبولوجيا"(علم الانسان) , أي من نتائج دراستها العلمية للانسان باعتباره كائنا
ثقافيا , اجتماعيا , وحضاريا, عبر أشكال الثقافة وأبنية المجتمعات البشرية ككل.
- كما أفادت التربية من "البيولوجيا" (علم الحياة) نتائجها المتعلقة بدراسة الانسان ككائن حي , له تركيب وصفات وطرق عيش
يمارسها داخل وسطه البيئي من أجل التكيف مع هذا الوسط وطبيعة نموه العضوي...
وبصفة عامة , ما زالت التربية تنفتح على علوم انسانية وبحثة جديدة , قصد استثمار نتائجها ومناهجها في حل المشكلات
التربوية المتزايدة... توقيع: الدكتورعلال خوش/ بتاريخ:نونبر2010
(1 - تم اقتباس هذا التعريف من مقال:"لماذا فلسفة التربية؟" للاستاذ بنعيسى احسينات